اهمية الترجمة في العصر الحديث

اهمية الترجمة في العصر الحديث

اهمية الترجمة في العصر الحديث

إن الدور الذي لعبته الترجمة في إثراء الحياة الثقافية والاجتماعية والعلمية والثقافية لدى الأمم المختلفة هو أمر لا يمكن إنكاره أو تجاهله. فقد لعبت الترجمة دورًا حضاريًّا وثقافيًّا وعلميًّا بدأ منذ بزوغ فجر التاريخ البشري، ولا تزال تقوم بدورها حتى وقتنا هذا وستستمر في أدائه ما بقي للبشر حياة على وجه الأرض. وإن المتتبع لتطور الحضارات الإنسانية وتنامي التقدم العلمي الإنساني يجد أن الترجمة ظاهرة تسبق كل إنجاز حضاري لأي أمة، ثم تستمر مواكبةً للنمو الحضاري لهذه الأمة. إن البلدان الناهضة الساعية والجادة للالتحاق بركب التقدم تهتم بنقل أسرار التكنولوجيا والصناعات والعلوم المختلفة إلى لغتها، وذلك حتى تصبح متاحة لأبنائها بلغتهم التي درجوا على استخدامها، لينتقلوا بعد ذلك إلى مرحلة التفكير والتطوير وإحراز التقدم والسبق. وقد وضع العالم المعاصر الدول النامية أمام تحد بالغ، وخيار بين الحياة من خلال مواكبة التطور العلمي المتواصل، أو الموت بين الركام، ووحدها الترجمة هي القادرة على بناء الجسور التي يمكن من خلالها عبور الإنجازات البشرية

وللترجمة دور في التغلب على التحديات التي تواجهها حركة البحث العلمي في وطننا العربي، وتطرح آليات يمكن من خلالها سد الفجوة المعرفية التي نعاني منها وتوفر رافدًا يمكن من خلاله إثراء هذه الحركة. حيث إن البحث العلمي هو الوسيلة التي يمكن من خلالها التوصل إلى حل للمشكلات واكتشاف حقائق جديدة واستنباط القوانين والنظريات

كان لحركة الترجمة في العصر الحديث أثر لا ينكر في رفع المستوى العلمي والثقافي للجيل الحاضر. ولكن هنالك تفاوتًا كبيرًا بدرجة اهتمام الأقطار العربية بهذه الحركة. كما أن هذه الحركة في أقطارنا بصورة عامة أقل مما عليه في بلدان العالم المتقدم. لقد قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة بإحصاء ما تُرجم من المؤلفات الأجنبية في المدة الممتدة بين عامي 1970 و1980 فتبين لها أن مجموع عدد الكتب المترجمة بلغ (2840) كتابًا، منها   62٪ تُرجمت في مصر، و17٪ في سورية، و 9٪ في العراق، و5.4٪ في لبنان. كما تبين من هذا الإحصاء أن نسبة كتب العلوم الأساسية والتطبيقية المترجمة لا تزيد على 14٪، بينما بلغت نسبة ما ترجم من كتب الآداب والقصة والفلسفة والعلوم الاجتماعية ما يزيد على 70٪ . ومما لاشك أن انخفاض نسبة الكتب العلمية المترجمة يعود إلى أن جميع الأقطار العربية، باستثناء سوريا، لم تقم بتعريب التعليم الجامعي

إن حركة الترجمة لم تبلغ النضج والاكتمال من ناحية سلامة اللغة، ومطابقة الكتاب المترجم للأصل من ناحية أداء المعنى بدقة. ولكن لما أنشئت مؤسسات حكومية تشرف على انتقاء الكتب الأجنبية لترجمتها، وتم اختيار أشخاص كفاة للنهوض بها، وأُعيد النظر فيما يترجم لإصلاحه، بدأت تظهر كتب مترجمة إلى اللغة العربية بصورة جيدة

وتتلخص أهداف الترجمة في الوطن العربي في التأكيد على وحدة اللغة العربية، وقدرتها على التعبير عن حاجات العصر، وإدخال هذه اللغة في قائمة اللغات العالمية المعتمدة دوليًّا

 

 

Share this Post:
Posted by Osos Almaarefah
Osos Almaarefah
OSOS AlMarefa Certified Translation: Our Company is located in Riyadh, KSA. We provide the services of written and simultaneous (oral) translation. We provide the solutions of all types of translation.

Related Posts: